زبانية يكشف المستور! – الحقيقة نت

زبانية يكشف المستور!

مفرح الشمري

عندما تشاهد فيلمًا يثيرك من الداخل ، تأكد من أن هذا الفيلم قد لمسك من الداخل ، أو لمس الواقع الذي تعيش فيه ، أو كشف لك شيئًا مخفيًا. الفيلم الروائي من تأليف وإخراج محمد صلاح المجيبيل وبطولة مجموعة من الفنانين الشباب: عبدالله الجيران ، محمد الشايجي ، محمد الحربي ، داود اشكناني ، محمد رضا ، بالإضافة إلى مشاركة القادر. الفنان داود حسين كضيف شرف في الفيلم الذي يعد أول تجربة لفريق “وجهة نظر” في الأفلام الروائية بعد أن قدم هذا الفريق عدة أعمال كان آخرها الفيلم القصير “أنت عمري” والذي تم عرضه قبل عدة أشهر على YouTube.

يلقي فيلم “الزبانية” الضوء على قضية مهمة عانت منها المجتمعات العربية كافة ، بما في ذلك المجتمع الكويتي ، وهي قضية “غسيل الأموال” التي اشتهرت في الفترة الأخيرة بالكويت والعديد من الدول ، وهي: لا تزال البلدان تقاتل هذه الآفة التي قد تكون غنية بها ومالك الشركات، لكن لا يمكن أن تجعلك “تحترم” في مجتمع يعرف جيدا تفاصيل حياتك، وذكرت هذه النقطة على وجه الخصوص في أكثر من مشهد في هذا الفيلم، الذي يحمل رسالة تعليمية تهدف إلى الحفاظ على نفسك وسمعتك وزيادة الحفاظ على بلدك من هذه الآفة التي تديرها “الزباني” هذه المرة!

اعترف منظمو الفيلم منذ البداية من خلال الإشارة المكتوبة إلى أن الفيلم يناقش موضوعًا يعتبر خطرًا على المجتمعات ، وأن أحداثه شبيهة بالواقع ، فهو “عن قصد”. هذا الاعتراف الضمني يجعلك تحترم المسؤولين عن هذا الفيلم لأنهم لم يأتوا بقصص خيالية لإنتاج فيلمهم ، بل بقصص واقعية للغاية حتى تصل رسالتهم إلى المستلم ، ربما ، وربما لن يقع تحت رحمة هؤلاء “العملاء” الذين يسعون إلى تدمير الناس من خلال الإغراءات التي يقدمونها لهم للعيش برفاهية في هذه الحياة ، وإن كانت الحقيقة خلاف ذلك ، فهي مثل بداية العيش بالبدلة والإذلال ، لأن من يتبع هؤلاء “العملاء”. “سيكون تحت رحمتهم وسيتم إعدامهم. ما يريدون حتى لو كان على حساب بلادهم.

يعرض الفيلم النموذج السيئ للشباب الذين يعتقدون أنهم أصبحوا “مشهورين” من خلال شخصية “حمد شاكر” التي تجسدها الفنان محمد الحربي الذي استغله العصابة بقيادة الفنان عبد الله الجيران. ليحققوا أحلامهم بغسل أموالهم من خلال طريقته في العيش “سلطان زمانه” ونسيان نفسه وحتى “والده مريض ونهايته وشركاؤه السجن المؤبد. من ناحية أخرى قدم الفيلم أمثلة لمن يحبون هذا الوطن وأهله ويسعون إلى الحفاظ عليه من هذه “الزبانة” مثل شخصية “المقدم مشاري” التي يجسدها الفنان محمد الشايجي ، و شخصية “بو حسين” داود حسين ، الذي أراد العصابة استغلاله للترويج لمسرحية جديدة له مجانًا ، لكنه رفض بيع نفسه وبلده ، وهنا يعطي الفيلم مؤشرًا واضحًا جدًا على أن المجتمع الفني قد يكون باب هؤلاء “الزبانة” لغسل أموالهم من خلاله.

وأخيرا .. شكراً للقائمين على هذا الفيلم والرسائل التي يحتويها ، وآمل أن يصلوا إلى الجميع كما تلقيتهم لتحذيرهم حتى نعيش في مجتمعاتنا بأمان وأمان ، ونرضي بما الله. قد قرر لنا مهما كانت الظروف.

المصدر: جريدة الانباء الكويتية