الساعة التاسعة هي نوع آخر من الشوق

الساعة التاسعة هي نوع آخر من الشوق

مفرح الشمري

قدمت الفرقة المسرحية الكويتية ، أمس ، على مسرح الدسمة العروض الرسمية الأخيرة لمهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ21 ، من خلال عرضها المسرحي “الساعة التاسعة” تأليف مريم نصير وإخراج بدر الشعيبي ويمثلها نخبة مرموقة. من الممثلين ، منهم لولوة الملا وعبد العزيز بهبهاني وميثم الحسيني وكفة الرجيب وعبد الرحمن الفهد وقي ، فيما تألف الفريق الفني للمسرحية من أحمد آبيل المدير التنفيذي وهاني الهزاع. وموسى كاظم مديرين مساعدين ، وعبدالله النصار ، ومصمم إضاءة ، وسارة العبد الله ، والديكور والموضة ، وحمد العروج ، موسيقى وتأثيرات صوتية.

فكرة المسرحية ترتكز على موضوع “الشوق” سواء كنا نفتقدهم وهم بيننا أو تركونا. يرى متابع العرض أن هناك شوقًا من نوع آخر ، وهو أن هناك أشخاصًا يرفضون التكيف مع الواقع ، خاصة عندما يفقدون شخصًا عزيزًا عليهم. إنهم يفتقدونه طوال الوقت ويتخيلون أنه من قبلهم ، أو أنه سيأتي إليهم في الساعة التي يعرفها عندهم عندما كان يعيش بينهم.

“الساعة التاسعة” التي كتبها الكاتبة الواعدة مريم نصير ، نجد فيها حوارات وفيرة وكلمات ومفردات تفيض بالمشاعر التي تجسد المعنى الحقيقي لـ “الشوق” ، لا سيما اشتياق الوالدين عندما يفقدان ابنهما الوحيد. وصلت من قلبها إلى قلوب جميع من حضروا هذا العرض المسرحي المليء بالمشاعر الشديدة.

جمال حوارات الكاتبة مريم نصير المخرج الشاب بدر الشعيبي تعامل معها بأمانة وترجمتها بصرياً من خلال رؤيته الإخراجية ، مستخدماً أدواته بذكاء في ضبط الإيقاع في تحريك ممثليه ، بالإضافة إلى توظيف الموسيقى الحية والمؤثرات الصوتية بشكل احترافي سيطر من خلاله على المجموعات الكبيرة المشاركة في عرضه ، حيث كانت السينوغرافيا لها بعد فلسفي آخر أضاف إلى العمل جمالية كبيرة ، لا سيما الزخارف من خلال عمل الشعيبي على فكرة الطاحونة المستديرة التي يقف الممثلون عليها لتدويرهم ، في إسقاط واضح وصريح لرحلة الإنسان في هذه الحياة المليئة بالفرح والحزن.

كان العنصر التمثيلي في مسرحية “الساعة التاسعة” من أهم عناصر العمل ووصوله إلى المتلقي دون ملل ، وذلك من خلال “نفس الشيء” الجميل الذي جمع عبد العزيز بهبهاني ولولوة الملا ، والذي كان له أثر كبير على النفوس ، بسبب التفاهم الكبير الملحوظ في الانتقال من الحوار إلى الحوار ومن منطقة إلى منطقة بطريقة سلسة وجميلة ، صفق الجمهور كثيراً ، ناهيك عن النظرة المتميزة للفنانة ميثم الحسيني. كفاح الرجيب والحضور الجيد للفنان عبد الرحمن الفهد في شخصية الابن الذي أتقن التحولات الدرامية في دوره بذكاء وسلاسة شديدة.

المصدر: جريدة الانباء الكويتية